في نيويورك صدر كتاب عنوانه " أسرار عن الرجال ينبغي أن تعرفها كل امرأة" لمؤلفته"باربا دي انجيليس .
تناول الكتاب بعض النقاط التي لم تكن تفطن إليها المرأة في علاقتها بزوجها .
تقول المؤلفة في مقدمة كتابها "عملت سنوات طويلة في مجال الاستشارات النفسية للأزواج، واستطعت أن أعالج الآلاف بعد تشخيص حالاتهم والإلمام بظروف علاقاتهم ".
وأضافت أنها اكتسبت معرفة لا تقدر بمال إزاء طريقة تصرف الأزواج مع زوجاتهم، خاصة فيما يتعلق بالمعاشرة، ولهذا فهي تريد أن تشرك غيرها من الزوجات في معرفة هذه الأسرار، والاستفادة من هذه المعرفة في تحديد طريقة التعامل مع الزوج .
وقالت المؤلفة إنها لا تبالغ في القول بأن كشف هذه الأسرار واطلاع الزوجة عليها يمكن أن يؤدي إلى تغيير حياتها نحو الأفضل .
ولقد جعلت المؤلفة فصلها الأول حول "رفض المعاشرة" وقالت فيه: يشعر الرجل بأن امتناع الزوجة من المعاشرة دليل على أنها ترفضه، فالجنس عند عامة الرجال، وسيلة لتقديم أنفسهم على المستويين الشعوري والجسدي، فإذا أعرب الزوج عن رغبته في المعاشرة فهو يقول على المستوى اللاشعوري من فضلك اقبليني) ، فإذا رفضت الزوجة طلبه فإنه لا يأخذ قولها "إنني متعبة أو"ليس الآن " بالمعنى الحرفي، وإنما يفهم منه أنها لا تحبه، أو كأنها تقول له : لا أريدك، فأنت إنسان غير مرغوب .
فإذا تكرر امتناع الزوجة مرات عدة فإن زوجها سيتوقف عن المراودة.وقد يجد لنفسه متنفساً آخر ساعياً إلى من يستطيع قبوله خارج نطاق الزواج، وهذا هو الانحراف بعينه .
ولهذا تنصح المؤلفة الزوجات بعدم رفض المراودة من الأزواج، وهذا لا يعني أنه لا يمكنها أن تقول "لا" حين تكون مريضة أو متعبة جداً، وإنما عليها أن تفهم حساسية الزوج كأن تقول له: "إني أحبك، لكنني أشعر بالإرهاق والتوتر بسبب العمل، ولن أستطيع تلبية رغبتك بطريقة مرضية الآن ".
بعبارة أخرى، كما تقول المؤلفة، إنه إذا لم تكن الزوجة مهيأة للمعاشرة نفسياً فإن في إمكانها أن تقول: "لا" للمعاشرة، و"نعم " للحب، فهذا الرد لا يؤذي الزوج.. ومن يدري.. فبعد تبادل العواطف الهادئة والحنان الدافئ معاً.. قد تتهيأ الزوجة نفسياً للعلاقة الحميمة .
وتنصح المؤلفة الزوجة بأن تكون أكثر تفتحاً، وأن تقوم هي أحياناً بالمبادرة، فالرجل يحب ذلك. ثم إن الرجل إذا بدأ بالمبادرة- كما يحدث في معظم الأحيان- فإنه يغامر باحتمال الرفض أو الصد ، لذلك يحب الزوج زوجته إذا شعر أنها مستجيبة له دائماً، وعندئذ تتعلم المرأة أهمية الاستجابة لرجلها بأسلوب سلس يدل على الحب والإعزاز وتقدير المشاعر .
أختي الزوجة
هذه الشهادة العلمية الغربية النسائية تأتي لتوافق ما دعا الإسلام إليه الزوجات قبل أربعة عشر قرناً، بل أكثر، في الأحاديث النبوية الشريفة التي تقرأينها في صفحات أخرى من هذا الكتاب الصغير .
وإذا كان لنا أن نقف وقفات عاجلة؟ نلخص فيها النصائح التي توجهها مؤلفة الكتاب إلى بنات جنسها؛ فإننا نقول:
- تذكري، أختي الزوجة، أنه كثيراً ما يفهم زوجك رفضك للمعاشرة بأنه رفض له، لشخصه، وبأنك لا ترغبين فيه ولا تريدينه .
- تكرار رفضك سيصرف زوجك عن دعوتك إلى المعاشرة، وإذا كان مسلماً ملتزماً فإنه لن يجد متنفسه الآخر في الانحراف الذي أشارت إليه المؤلفة وإنما في السعي للزواج من أخرى .
- حين تكونين مريضة جداً، أو متعبة إلى درجة تجدين فيها استجابتك لزوجك صعبة جداً، فاحذري أن تصدي زوجك بجفاء إذا طلبك إلى فراشه واحرصي على أن تعتذري إليه في مودة وعطف وحب.
- اعلمي أن الزوج يحب أن تبادري أحياناً إلى دعوته إلى المعاشرة، ولو كانت دعوة غير مباشرة، والدعوات غير المباشرة لا تغيب عن المرأة وأنوثتها .
- الاستجابة المستمرة من الزوجة لزوجها تشعره بحبها له وإعزازها لشخصه وتقديرها لمشاعره
النبي صلى الله عليه وسلم لا يعيب على صحابي اشتياقه إلى معاشرة زوجته
عن جابر بن عبدالله قال: قفلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة، فتعجلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب من خلفي، فنخس بعيري بعنزة كانت معه ، فانطلق بعيري كأجود ما أنت راء من الإبل، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما يعجلك ؟ قلت: كنت حديث عهد بعرس، قال : أبكراً أم ثيباً ؟ قلت: ثيباً. قال: فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك. قال: فلما ذهبنا لندخل قال: أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً- أي عشاء- كي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة" أخرجه البخاري. في هذا الحديث النبوي الشريف الصحيح الذي أخرجه البخاري رحمه الله،لم يعب النبي صلى الله عليه وسلم على جابر بن عبدالله رضي الله عنه تعجله في العودة إلى زوجته، وتعبيره عن شوقه إليها وإلى معاشرتها، شوقه الذي عبر عنه جابر بأدب حين قال: "كنت حديث عهد بعرس "، وهو ما يعبر عنه الناس اليوم بـ"شهر العسل ".
ولقد وافقه النبي صلى الله عليه وسلم على شوقه هذا فسأله "أبكراً أم ثيباً؟ "
وحين أجاب جابر بأنها ثيب، قال النبي صلى الله عليه وسلم "فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك" مؤكداً على هذه المداعبة الحلال بين الزوج وزوجته، وشوق كل رجل إليها؛ بل ومرغباً فيها صلى الله عليه وسلم وحاضاً عليها بكلمة "هلا".
ثم نجده صلى الله عليه وسلم يدعو صحابته إلى أن يتمهلوا في الدخول على زوجاتهم؛ ليكن مستعدات لاستقبالهم، وهن في أحسن هيئة وحال، مؤكداً بهذا على أهمية لقاء الأزواج بزوجاتهم ولقائهن بهم .
أختي الزوجة ..
وهكذا تجدين كيف أن ما قد تنفرين منه، أو تزهدين فيه، أو تعيبينه في زوجك، إنما هو أساسي، وطبيعي، وفطري.
المصدر اسرار الاسبوع